لندن ـ ماريا طبراني
نجحت البريطانية مولي هيوز، في الوصول إلى قمة أعلى جبل في العالم "إيفرست"، وحصلت على لقب أصغر فتاة تصل إلى القمة من الجانبين، وحققت مولي هيوز، البالغة من العمر 26 عامًا، رقمًا قياسيًا في ظل درجات حرارة منخفضة بلغت 40 درجة مئوية تحت الصفر لتسجل رقمًا قياسيًا كأصغر امرأة أوروبية تحقق هذا الإنجاز، وأصبحت بذلك أصغر بريطانية تتسلق جبل إيفرست من الجانبين الشمالي والجنوبي، والوصول إلى القمة الشمالية التي يبلغ طولها 8848 متراً (26.029 قدم).
وارتدت مولي، بدلة ثلج برتقالية، بصحبة دليلها المرشد جون غوبتا، ووصلت مولي، الثلاثاء في الساعة 05.34 صباحا بالتوقيت المحلي مع جون من البعثات الجبلية، ولكن مغامرتها لم تنته بعد حيث يجب عليها استكمال نزولها من الجبل الثلجي، والتي من المتوقع أن تكتمل بعد يومين، وبحسب موقع "الديلي ميل"، أوضحت مولي أنها "غادرنا معسكرنا بارتفاع 8300 متر، وأخيرًا وصلنا إلى القمة"، منوّهة إلى أنها تشعر بالفخر والسعادة والإرهاق، ولا يزال لديها أصعب جزء للقيام به، وهو النزول الطويل والصعب بشكل آمنٍ إلى معسكرها من قمة العالم، وأضافت أنها قضت مع جون أكثر من 4 أسابيع لصعود الجبل،وكان التسلق بالغ الصعوبة، لكنهما كانا يتمتعان بالقوة العقلية والجسدية، مؤكدة أن الجانب الشمالي أكثر صعوبة من الجانب الجنوبي.
وأشارت هيوز إلى أنها كانت تستمع إلى الأغاني المتفائلة لبريتني سبيرز، وكان يحدوها الأمل في جمع أكثر من 8000 جنيه إسترليني لبحوث السرطان في بريطانيا عن طريق جمع تبرعات قدرها جنيه واحد استرليني لكل متر، مبيّنة أنه يتم دعمها في جميع أنحاء العالم من قبل مؤسسة تيسو، وهي متخصصة في المغامرة في الهواء الطلق والتي تعمل بها كموظفة في أدنبرة، منوّهة إلى أنّه "شكرا كبيرا لجون، والمجموعة العرقية شيربا التي تتواجد في المناطق الجبلية في جبال الهيمالايا، والأسرة، والأصدقاء، ومؤسسة تيسو كراعى رئيسي في هذه الحملة لجمع التبرعات، أنا فخورة حقا بأن أكون أصغر بريطانية تصل لقمة إيفرست في كلا الجانبين، الآن، سنركز على تحقيق نزول آمن من أعلى قمة في العالم ".
ووصلت مولي إلى قمة إيفرست من الناحية الجنوبية في سن 21 في عام 2012، وتعد مولي أصغر من الإيرلندية "لين هانا" التي وصلت إلى قمة إيفرست من الجانبين الشمالي والجنوبي في سن 54 عاما، وكانت تعد اول امرأة بريطانية تحقق ذلك، وكانت هيوز تقوم بشكل دوري بنشر مقاطع فيديو خلال صعودها الجبل، ويظهر مقطع فيديو لجون وهو يتحدث إلى الكاميرا أثناء تخييمهم بارتفاع 7069 متر في الناحية الشمالية الغربية من إيفرست، ويحمل مكعب روبيك لاختبار يقظتهما العقلية خلال فترة الراحة.
ويستخدم الغالبية العظمى من متسلقين إيفرست الطريق الجنوبي للوصول إلى القمة من نيبال، ويعتبر الوجه الشمالي للجبال من جبل التبت التي تسيطر عليه الصين، أصعب حيث تكون الظروف المناخية به اكثر برودة وعاصفة، ويتضمن طريق شاق الصعود على 3 خطوات صخرية بارزة على التلال الشمالية الشرقية، وقالت هيوز قبل وصول للقمة الشمالية إنّ "تسلق جبل إيفرست تجربة لا تصدق، وهي احدى الاختبارات النفسية لعزمك النفسي والقدرة على التعامل مع المعاناة الجسدية، أحب التسلق والأنشطة المغامرة، و أتمنى أن تلهم مغامرتي الثانية على جبل إيفرست شابات أخريات وأن يدركن أنه مع التخطيط الدقيق والتصميم، يمكن التغلب على التحديات وتحقيق الأحلام ".
وأفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة تيسو والذي كان جزءًا من حملة تيسو 2000 التي دعمت "بولي موراي" أول امرأة من اسكتلندا تصل إلى قمة جبل إيفرست، كريس تيسو، أنّ "مولي هيوز هي امرأة شابة ملهمة، وكلنا في مجموعة تيسو فخورون جدا أنها وصلت إلى القمة بعد تسلق طويل وصعب ودخول اسمها في كتب الأرقام القياسية لصعود قمة إيفرست، إنه إنجاز هائل"، وبالإضافة إلى الدعم من مجموعة تيسو، تتلقى هيوز أيضا مساعدة من المتبرع كاي تينتو موراي، و شركة أوسبري باكباكس والشركة الهندسية ch2m.
وبدأت مولي تسلق الجبال وهي في المدرسة الثانوية في سن ال 17، حيث صعدت قمة جبل كينيا "ثاني أعلى قمة في أفريقيا"، وكان أول إلهام لها لتسلق جبل إيفرست عندما كانت تدرس علم النفس الرياضي في جامعة غرب إنجلترا في بريستول وقابلت سبعة من التلاميذ ممن تسلقوا إيفرست وتعلمت من تجاربهم النفسية المختلفة على الجبل، وغادرت بريطانيا إلى كاتماندو في نيبال في أوائل أبريل/نيسان قبل السفر إلى التبت، وقالت إنها تأمل في العودة إلى بريطانيا في أوائل يونيو/حزيران.
أرسل تعليقك